أ. محم بن هاشم بن طاهر العلوي


الاستاذ محمد ن هاشم بن طاهر العلوي الحضرمي


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولد في قرية المسيلة جنوب تريم سنة 1300هـ الموافق 1883م في بيت علم فنبغ منذ صغره ،
 وتتلمذ على يد علماء حضرموت ومنهم : العلامة عبد الله بن عمر الشاطري في رباط تريم ،
 وأخذ عن الفقيه محمد بن عثمان بن عقيل بن يحيى ، والعلامة أبوبكر بن عبد الرحمن بن شهاب ، ومحمد بن عقيل بن يحيى ، واتصل بالإمام علي بن محمد بن حسين الحبشي وأخيه المحدث حسين والعلامة عبد الله بن محسن بن علوي السقاف والفقيه طه بن عبد القادر السقاف وغيرهم غفر الله لهم جميعا .

ثم هاجر إلى جاوة باندونيسيا سنة 1325هـ الموافق 1907م ، وتولى إدارة مدرسة (المنّور) ثم مدرسة ( جمعية خير ) ، وأسس مدرسة ( شمائل الهدى ) ، وفي مدينة (سوربايا) أسس مدرسة ( حضرموت )
واهتم بالعمل الصحفي وكتب سلسلة مقالات في صحيفة ( الإصلاح بسنغافورة) ومجلة (المنار )التي تصدر في مصر لصاحبها رشيد رضا . وأصدر في مدينة (بتاوي) جريدته الخاصة (البشير) بالعربية والملاوية ، ومجلة (مرآة الإسلام) بالملاوية ، واتفق مع غيره في إصدار جريدة ( الميزان) في مدينة (بندوغ) ، وأصبح رئيس تحرير جريدة ( الإقبال ) في( سوربايا) سنة 1334هـ /1916م ،ثم اختير رئيسا للبعثة التعليمية المكونة من بضعة عشر طالبا حضرميا إلى مصر في شوال 1334هـ فاستمر هناك في مواصلة نشاطه الصحفي في صحيفة ( السياسة ) وألقى محاضرة بدار نقابة الموظفين عن : (إقليم حضرموت) وأخرى بدار الرابطة الشرقية عن (جاوة وأهلها ) . 

ثم عاد إلى حضرموت أواخر سنة 1344هـ بصحبة شيخه محمد بن عقيل ، فطلب منه السادة آل الكاف الاستقرار بها ليسهم في بناء نهضتها الحديثة فباشر عمله في الإصلاح منذ مطلع سنة 1346هـ /1928م فكان ممن اختيروا لمجلس إدارة مدرسة الكاف الخيرية التي تأسست في رجب سنة 1351هـ وباشر التدريس فيها . وأسهم في تأسيس نادي (الشبيبة المتحدة) بتريم سنة 1350هـ / 1931م وكان يحاضر فيه لتوعية الأهالي ، ومن أهم محاضراته : رحلة الثغرين ، دخول الزيدية إلى حضرموت ، حضرموت في القرن الثالث عشر الهجري ، نزهة بين النجوم (فلكية) الأغاني في حضرموت وألحانها ، ومحاضرة بعنوان : نحو إتحاد حضرموت ، ألقاها في قصر المنصورة ، حضرها الكثير من أعيان والمثقفين . وساهم في تأسيس نادي ( الإخاء الأدبي ) سنة 1351هـ . وكتب في المجلات الصادرة في : تريم : مجلة عكاظ ، والأخاء . وفي سيئون : مجلة زهرة الشباب والنهضة ، وفي المسيلة مجلة الحلبة . ولذلك تربع عرش الصحافة الحضرمية بجدارة ، وهو : أستاذها وشيخها ومقدمها بكل كفاءة .
وحاز ثقة السلطان المثقف علي بن منصور الكثيري غفر الله لهم فصار مستشاره وسكرتيره . وثقة السلطان الذي ينسب إلي بناء مجد حضرموت المعاصر صالح بن غالب القعيطي فعُيِّنَ أمين سر لجنة أمان حضرموت التي شكلها السلطانان سنة 1355هـ /1936م للفصل في أية قضية نزاع بين القبائل الموقعة على اتفاقية الهدنة التي مهدت للإصلاحات الحضرمية اللاحقة . 

من أهم مؤلفاته :
1) تاريخ الدولة الكثيرية 3 اجزاء
 2) رحلة الثغرين الشحر والمكلا .
 3) دروس في الطبيعة ( كتاب تعليمي)
4) مدارج الإنشاء ( كتاب تعليمي)
 5) تاريخ الثروة الكافية ورجالها .
6) الحكم والأمثال الحضرمية
 7) أدب اللغة الدارجة ( مخطوط )
 8) النباتات والحبوب المتداولة في أدوية الطب اليوناني ومقابلها بالحضرمي + اعضاء البدن والشعر والاصوات واسماء الحشرات وغيرها بالحضرمي ومقابلها بالفصحى ( مخطوط )
9) دروس في الفلك ( مخطوط )
10) شرح موجز لوصية السيد شيخ الكاف .
 11) الخريت شرح منظومة اليواقيت في فن المواقيت في الفلك.
 12) تاريخ حضرموت الحديث.
 13) ذكرياتي عبر 67 سنة
 14) تاريخ جاوة

استقر آخر حياته بمدينة تريم وحط بها ركابه بعد حياة حافلة بالعطاء ، حتى توفي سنة 1380هـ / 1960م غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ودار إقامته
وقد صدر عن دار تريم للدراسات والنشر كتاب ضم بين دفتيه مختارات من كتابات شيخ الصحافة الحضرمية الاستاذ محمد بن هاشم.
الكتاب الذي جمع مادته وعلق على محتواه السيد الباحث علي بن أنيس الكاف قدمه خير تقديم الحبيب المنصب علي بن عبدالقادر بن محمد الحبشي حيث أطنب في تحليل مضامين فصوله الخمسة التي تضمنت ترجمة للأستاذ محمد بن هاشم استعرضت تاريخ ميلاده ونشأته وسيرته وهجرته والأعمال التي قام بها في مهجرة وبعد سفره إلى مصر والعودة إلى مسقط رأسه حضرموت والمساهمة في نهضتها مع الإشارة إلى خاتمة حياته ووفاته وذكر بعض مؤلفاته وأولياته وما قيل فيه. الفصل الثاني: ضم ما يزيد عن عشرين مقالا ً من مقالات شيخ الصحافة الحضرمية المختلفة التاريخية والأدبية كمقالة عن حضرموت والوطنية ونظرة في ديوان نسمات الربيع للشاعر صالح بن علي الحامد والموسيقى الحضرمية وغيرها من المقالات.الفصل الثالث: حوى بعض محاضراته التي ألقاها في مصر عن إقليم حضرموت وجاوا وأهلها ومحاضرة ألقاها في نادي الشبيبة المتحدة بتريم في الفلك بعنوان( نزهة بين النجوم).الفصل الرابع: تطرق لبعض خطبه وكلماته التي ألقاها في مناسبات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وكلمات التأبين لعدد من العلماء والسلاطين والشخصيات الاجتماعية.الفصل الخامس والأخير تضمن بعض القصائد التي قالها، من مراثي ومدائح وترحيب...الخ.ويأتي بعد الفصول الخمسة ملحق خاص يتضمن بعض الصور للصحف والمخطوطات التي استعان بها جامع مادة الكتاب علي بن أنيس الكاف. ونستعرض فيما يلي مقتطفات من المقالات التي خطها الأستاذ محمد بن هاشم والتي لخص دلالاتها الحبيب المنصب علي بن عبدالقادر الحبشي في مقدمة الكتاب فهو -الأستاذ محمد بن هاشم- الوطني الذي يتكلم عن الوطنية في مقاله (الوطنية والحضارم) حيث يقول: "...والوطنية موهبة سامية لا توهب إلا لمن أتيح من الشعوب له أن يتسنم ذرى المجد وأن يطأ بأخمصيه فراقد الشرف, والوطنية توفيق عزيز يوفق الله سبحانه وتعالى إليها من شاء من عباده أن يعيش به وطنه عيشاً سعيداً, ويحيى بها حياة طيبة ولم تكن الوطنية يوماً ما وليدة العلم ولا صنيعته وإنما هي إلا نتيجة من نتائج التربية الصحيحة ومبدأ من المبادئ الطاهرة التي يغرسها في نفوس صغار النشء كبار المرشدين وأعلام المربين..". ناقد احتماعي كما أنه الناقد الاجتماعي حين يتحدث عن حالة حضرموت الاجتماعية والأخلاقية في مقاله (إلى أين) يقول:" ولا نعلم في الاجتماعيات إلى أين ينتهي بنا الموقف؟ وأين هو الحضيض الذي ستصل إليه الأخلاق في تدهورها المستمر وإنه ليصعب على الكاتب مهما حدد يراعه أن يقيم الشواهد العامة إجمالاً في مقال كهذا على تحول الاجتماعيات في عصرنا هذا بحضرموت عن مجراها الطبيعي وعلى فساد الأخيلاقيات وشذوذها عن المألوف من المناهج, لأن الهيئة الاجتماعية بهذه الأطراف متباينة المسالك مختلفة الألوان بعيدة التشابه, وأنت إذا نظرت إلى القوم وقد نفض كثير منهم كفيه عن مكارم أبائه وسمات قومياته وأخذ الطائشون منهم يمرحون منطلقين حيث شاءت لهم أهواؤهم ورغباتهم من دون أن يتقيدوا بوازع عرفي أو مانع إصلاحي أو أدب قومي فأصبحت الفوضي ضاربة أطنابها على الآداب والأخلاق...". شاعراً وناقداً موسيقياً
كما تلحظه شاعراً ومتحدثاً عن الشعر والشاعرية حيث يعرف الشعر قائلاً في (نظرة في ديوان نسمات الربيع):"وهيهات أن يكون الوزن أو القافية أو الوصف أو التوشية بالمستحسنات البديعية أو الانسجام في الألفاظ أو الإجادة في الوصف أو الإغراق في التوليد أو الإصابة في الحقيقة أو الإمعان في الخيال أو الغرابة في المعاني هيهات أن يكون أحد هذه أو مجموعها هو حد الشعر أو رسمه ولكنه بشهادة الذوق شيء وراء ذلك كله والشعر كالجمال والموسيقى يعملان إعمالهما في النفس والقلب والروح من دون أن يستطيع رجال الفن أو غيرهم أن يخلقوا لكل منهما تعريفاً ضابطاً أو حداً جامعاً مانعاً. كما يقول المنطقيون- يضبط حقيقته ويرسم قواعده_ وأقصى ما في الباب أن ينتحي المعرفون له منتحى يؤدي بهم إلى وصف تأثيره على النفوس فحسب من باب "النار عنصر محرق" والكهرباء جوهر يتولد...". وأسمعه ناقداً موسيقياً متحدثاً عن (الموسيقى الحضرمية وأغانيها): "وللحضارمة ألحان قديمة جداً قد أكل عليها الدهر وشرب لا تزال ترن في الأذان حتى اليوم يتوارثها الخلف عن السلف غير حائدين عنها قدر شعرة, ومن الغريب أن الاسماع لا تمل والألسن لا تكل من سماعها وتكرارها منذ أكثر من سبعمائة سنة والنشيد الصوفي الذي ينشده الفرد في المحافل العامة والخاصة بدون آلة تصحبه هو في مقدمتها ومثله بني مغراه وبعض ألحان أخدام السقاف وألحان يوقة البطيق وكذلك أصوات الدايه (حراثة الجروب) وتأبير النخل وحداء الإبل ونضح الماء من الآبار وأصوات النعي والفرح..الخ". ناقداً أديباً
كما يبرز كناقداً أديباً رفعيا ًعندما يقول في مقاله(النقد الأدبي): "... النقد الفني تستعصي رسومه ولوازمه عن أن يكون له مساس بغير ما يعتور الفن نفسه من الملابسات وقد يضع الفنان نقطة في الهندسة بمكان غيره أليق بها منه وقد يخطي الموسيقار في تلحينه خطأً لا يميزه إلا فنان مثله أو أقل أو أكثر وقد يزل قلم الكاتب في لفظه أو فكرة ربما يمجها الفن مجاً ولكن الفنان القدير الذي يثق بنفسه في التميز بين جيد الفن وزائفه يعز عليه أن يقف واجماً تجاه هذا التشويش الفني الذي قد لا يتقصده صاحبه متعمداً. والنقد لم يكن حكماً ولا المنتقد أو الناقد حاكماً إنما النقد تمحيص وبحث لا يلامسان شيئاً البته, من شخصية الكاتب المنتقد عليه لا من عقليته ولا من مميزاته الأخرى". الرافض للجمود والتقوقع وانظر إليه وهو في عنفوان شبابه وهو لم يكمل عقده الثالث رافضاً للجمود ومطالباً بالاستفادة من كل الخبرات الإنسانية الإيجابية وترك السلبية فيقول في مقال (حالة المسلمين في جاوا والإصلاح):"... أخذ الجمود من كبرائنا مأخذه وتمكن في نفوسهم اعتقاداً أن كل جديد ضار وأن العكوف على العادات القديمة أنفع ما كان وما يكون، وأن ما سبقتنا إليه أورباء من الخير لا يجوز لنا فعله شرعا، رسخ هذا الاعتقاد في قلوبهم وامتزج بعقولهم وأرواحهم حتى صدهم عن استماع الدين وسد فجاج الإصلاح ودفعوا في صدر الأمة حتى قهقروها عن التقدم زاعمين أن التحسين والتنظيم وتسهيل وسائل التعليم مخل بالنسب الكريم أو الدين القويم ومعاذ الله أن يكونوا في هذا من الصادقين فإن الفتن في الإصلاح شيء والأنساب شيئان اخران.." خبيراً صناعياً وبيئيا ً كما تكشفت كتاباته عن فكاهياً لاذعا ً في مقاله بعنوان(أجد أم هزل)، وخبيراً صناعياً عندما يتحدث عن (المصنوعات الوطنية) وخبيراً بيئياً ومحافظاً على سلامة البيئة في مقاله (أهم الأشجار بحضرموت). تحية مودع وفي مقاله (تحية مودع) يجسد عقلية الكاتب الذي يتمتع بحصافة رأيه وإنصافه لغيره ونزاهته العلمية فيقول:" ثم إنا نستميح الآن قراءنا عفواً يغسل عنا درن ما لعلنا فرطنا فيه أو أفرطنا من خطل في القول أو حيد عن الجادة أو بطلان في القياس أو كبوة يراع يتألم منها الحق وينتعش بها الباطل ويسري بخارها إلى نوايا حسنة وسرائر طاهرة تلقى القول على علاته وتأخذه على ظاهره مما يريها الحق باطلا ً والباطل حقاً".




0 التعليقات:

إرسال تعليق